Êã ÑÝÚ ÇáãáÝÇÊ æÇáÕæÑ ãä ÞÈá ãÏæäÉ ÇÏåã ÇáÚÇáãì http://adhamkaram200.blogspot.com/ æÇäÊÙÑæäÇ ÏÇÆãÇ ãÚ ßá ÌÏíÏ æÍÕÑì Úáì ÇáãÏæäå
Êã ÑÝÚ ÇáãáÝÇÊ æÇáÕæÑ ãä ÞÈá ãÏæäÉ ÇÏåã ÇáÚÇáãì http://adhamkaram200.blogspot.com/ æÇäÊÙÑæäÇ ÏÇÆãÇ ãÚ ßá ÌÏíÏ æÍÕÑì Úáì ÇáãÏæäå
Blogger Tricks
Êã ÑÝÚ ÇáãáÝÇÊ æÇáÕæÑ ãä ÞÈá ãÏæäÉ ÇÏåã ÇáÚÇáãì http://adhamkaram200.blogspot.com/ æÇäÊÙÑæäÇ ÏÇÆãÇ ãÚ ßá ÌÏíÏ æÍÕÑì Úáì ÇáãÏæäå

الأربعاء، 17 فبراير 2016

  آدم وحواء والــ " 27 " خطية

‏                      ++++++++++++++++++++
أولا : بهاؤهما الأول
ثانيا : 27 خطية وقعا فيها
ثالثا : نتائج هذه الخطايا وعقوباتها

يحسن بنا أن نبدأ تأملاتنا فى شخصيات الكتاب بأبوينا الأولين ، آدم وحواء ، ونرى كيف خلقا وكيف كانا ، وميزات طبيعتهما الأولى فى عمق بهائها ومجدها ، وكيف قادهما الضعف البشرى ، وتطور بهما من سقطة إلى أخرى ، حتى كثرت خطاياهما جداً ، وفسدت طبيعتهما البشرية

                                 أولا : بهاؤهما الآول؟
                                ++++++++++++++
1-كانا مخلوقين ، غير مولودين ، لم يرثا فساداً من طبيعة سابقة :
آدم وحواء ، لم يولدا من دم ، و لا من مشيئة جسد ، و لا من مشيئة رجل  لم يأتيا من زرع بشر ، ولم يرثا طبعاً فاسداً من طبيعة سابقة عليهما ، إنما خلقهما الله ، شيئاً جديداً لم يتلوث من قبل ، وبالطريقة التى أرادها الرب لهما

2-خلقهما الله على صورته ومثاله
ولا يمكن أن يوجد أعظم من هذا ، أن يكون آدم وحواء على شبه الله
وفى ذلك يسجل سفر التكوين " وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا  فخلق الله الإنسان على صورته ، على صورة الله خلقه  ذكراً وأنثى خلقهم " ( تك 1 : 26 ، 27 )
وما أكثر تأملات الآباء القديسين وتفسيراتهم ، الخاصة بخلق أبوينا الأولين على صورة الله
وقيل على صورته فى الجمال والبهاء والمجد ، أى أعطاهما قبساً من بهاءه ، فكانا فى منتهى الجمال ، جسدا ونفسا وروحا وقيل إن الله خلق الإنسان على صورته فى الخلود، اذ وهب لهما خالدة ، نفخها فى أنف آدم ، نسمة حياة ، فصار آدم نفساً حية ( تك 2 : 7 )
وقيل إن الله خلقهما على صورته فى حرية الإرادة
وقيل أيضاً إن الإنسان خلق على صورة الله فى التثليث والتوحيد : ذاتاً ، لها عقل ناطق ، ولها روح والذات والعقل والروح كائن واحد : كالذات الإلهية ، لها عقل ، ولها روح ، والثلاثة كائن واحد  إنما الله غير محدود فى كل شئ ، والإنسان محدود
وقيل إن الله خلقهما على صورته فى الملك والسلطة  فكانا ملكين على الآرض ، وممثلاً للخليقة الأرضية كلها
وقيل إن الله كان يعرف مسبقاً بسقوط الإنسان ، وبأنه سيخلى ذاته ويتجسد لكى يخلصه  فخلق هذا الإنسان على الصورة التى كان الله مزمعاً أن يتجسد بها ، على شبهه ومثاله

3-وكان آدم وحواء يتصفان بالبساطة والبراءة :
ما كانا يعرفان الشر إطلاقاً  كانا يعرفان الخير فقط ، و لا شئ سوى الخير  لذلك لم يفكرا وقت التجربة أن الحية يمكن أن تخدع وأن تكذب  فعبارات الكذب والخداع لم تكن موجودة فى قاموسها فى ذلك الحين
وفى بساطتهما وبراءتهما ، ما كانا يعرفان بعضهما من الناحية الجنسية ، بل كطفلين ساذجين - ما كانا يفهمان الفروق العضوية فى تركيب جسديهما  وكما ذكر سفر التكوين " وكانا كلاهما
عريانين ، آدم وإمراته ، وهما لا يخجلان " ( تك 2 : 25 )

4-وقد باركهما الله معاً ، بنفس البركة ، وأعطاهما سلطاناً على الأرض كلها بجميع كائناتها ، نفس السلطة لكليهما
وفى ذلك يذكر سفر التكوين " وقال الله نعمل الإنسان كصورتنا ، فيتسلطون على سمك البحر ، وعلى طير السماء ، وعلى البهائم ، وعلى كل الأرض ، وعلى الدبابات التى تدرب على الأرض "
( تك 1 : 28 )  وهكذا عاش الإثنان ، ولهما هيبة وسلطة ، على الأرض ومخلوقاتها  ما كانا يخافان الوحوش أو دبيب الأرض ، بل عاشا وسط الأسود والنمور والفهود والحيات والثعابين وما أشبه ، فى حياة من الألفة والسلام ، لهما سلطان على كل هولاء  ترى الوحوش فيهما صورة الله فتعاملهما بالمهابة اللائقة بهما
وآدم هو الذى سمى كل الحيوانات وكل ذوات الأنفس بأسمائها " وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية ، فهو إسمها  فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء ، وجميع حيوانات البرية "
( تك 2 : 19 ، 2 )

5- وكان آدم وحواء إجتماعيين ، يتعاونان معاً
حينما كان آدم وحده فى الجنة ، وجد التعاون والألفة بين جميع حيوانات الأرض " وأما لنفسه ، فلم يجد معيناً نظيره " ( تك 2 : 21 )  وصعد هذا الإشتياق ، أو هذا الإحتياج إلى الله " فأرقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام  فاخذا واحدة من أضلاعه ، وملأ مكانها لحماً  وبنى الرب الإله الضلع التى آخذها من آدم إمراة ، وأحضرها إلى آدم " ( تك 2 : 21 ، 22 )
وشعر آدم بهذه الرابطة القوية التى تربطه بحواء ، إنها جزء منه ، بينهما رابطة دم ولحم وعظم " فقال آدم : هذه الآن عظم من عظامى ، لحم من لحمى  هذه تدعى إمرأة ، لأنها من إمرء أخذت " ( تك 2 : 23 )

6- ونحن نعجب من هذه المعرفة التى كان لآدم :
* كيف عرف أن حواء ، قد أخذت من لحمه ومن عظامه ، بينما كان فى سبات  ؟ ! هل أخبره الله بما حدث ، فى ظل علاقة المحبة بينه وبين الله ؟ أم كان هذا اللون من المعرفة ، من ضمن مواهبه فى ذلك الوقت ، الذى خلق فيه بوضع فائق للطبيعة  ؟ !
كما أننا نعجب بأدم إذ أنه أعطى حواء إسماً له دلالة وله عمق ، فسماها إمرأة ، أنها من إمرء أخذت
وفيما بعد  بعد الخطية ، حينما ولدت إمراته إبناً ، أعطاها إسماً آخر : " ودعا آدم إسم إمراته حواء ، لأنها أم كل حى " ( تك 3 : 2 )  إنها حكمة إتصف بها آدم فى إطلاق الأسماء  ولعله إستخدام هذه الحكمة ذاتها فى تسمية الحيوانات والطيور وكل ذوات الأنفس الحية
ليت أحد المتخصصين فى علوم اللغات ، يبحث مع بعض المتخصصين فى علوم الحيوان ، السر الذى يكمن وراء أسماء الحيوانات ، والحكمة التى بها أطلق آدم كل إسم على صاحبة
كان آدم أيضاً يعمل فى الجنة ويحفظها ( تك 3 : 15 )  فمن أين أوتى آدم هذه المعرفة بشئون كل النباتات الموجودة فى الجنة ، أتراه أيضاً لون من الكشف الإلهى ، أو كانت معرفة آدم من نوع فائق لمعرفتنا ؟!

7-وقد خلق آدم وحواء بعد أن أعد الله لهما كل شئ
خلقهما فى اليوم السادس ، كقمة لمخلوقاته كلها  وخلقهما بعد أن خلق من أجلهما كل شئ كما فى القداس الغريغورى  من أجلهما أعد السماء لهما سقفاً ، ومهد لهما الأرض كى يمشيا عليها  رتب لهما قوانين الفلك ، ووضع لهما الشمس لضياء النهار ، القمر لإضاءة الليل  ونظم لهما الطبيعة وأجواءها ، وخلق لهما النبات لطعامهما ، والحيوانات لخدمتهما  وأخيراً خلقهما ، ليتمتعا بهذه الطبيعة كلها
وعندما تنتهى فترة إقامة البشرية على الأرض ، ويأتى الرب على السحاب ، ليأخذ باقى البشر ، ويسكن الإنسان فى الأبدية ، حينئذ سيزول هذه الأرض وهذه السماء اللتان خلقهما الله ، لراحة الإنسان ههنا  إذ سيزوا غرضهما بإنتقال الإنسان إلى جوار الله فى أورشليم السمائية
ما أعظم قيمة هذا الإنسان ، الذى من أجله خلق الله كل شئ  آدم صورة الله ، أعظم كائن على الأرض فى أيامه ، نائب الله ، المسلط منه على كل الخليقة الأرضية

8-وكان آدم وحواء سعيدين ، يعيشان فى جنه :
خلق الله جنه جميلة ، لكى يحيا فيها هذا الإنسان سعيداً " غرس الرب الإله جنة فى عدن شرقاً  ووضع هناك آدم الذى جبله " ( تك 2 : 8 )  ويشرح سفر التكوين بعض تفاصيل هذه الجنة ، فيقول
" وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل ، وشجرة الحياة فى وسط الجنة ، وشجرة معرفة الخير والشر  وكان نهر يخرج من عدن ليسقى الجنة " ( تك 2 : 9 ، 1 )
كان آدم سعيداً هو وحواء داخل الجنة  لم يكن هناك ما ينقصهما ، ولم يكن هناك ما يعكر صفوهما كان كل شئ حولهما جميلاً وعاشا فى اليوم السابع ، اليوم قدسه الرب ، واتخذه للراحة ، له وهما
وهذه الطبيعة الجميلة الهادئة النقية التى خلقها الله لآدم وحواء ، يقول عنها الكتاب " ورأى الله كل ما عمله ، فإذا هو حسن جداً " ( تك 1 : 31 )

9- وعاش آدم أيضاً فى عشرة الله
لم تكن سعادة هذا الإنسان الأول ، من مجرد خلقة فى طبيعة ممتازة ، أو من سلطته على هذه الطبيعة أو من حياته فى جنة جميلة ، إنما لعل السبب الأول فى سعادته ، أنه كان يحيا فى عشرة الله  الله كان يظهر له ، وكان يكلمه ، وكان يباركه ، وكان يعلمه بنفسه ويقدم له الوصايا النفافعة له  كانت له علاقة مباشرة مع الله ، يشرحها سفر التكوين " نفخ فى أنفه نسمة حياة " " وأخذ الرب الإله آدم ووضعه فى جنة عدن " وأحضر " الحيوانات " إلى آدم ليرى ماذا يدعوها " " وباركهم الله وقال لهم : أثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض " " وأوصى الرب الإله آدم قائلاً : من جميع شجر الجنة تأكل أكلاَ وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها "

10-وقد عاش آدم وحواء فى الجنة نباتيين
إن أكل اللحوم لم يسمح به الله إلا فى أيام نوح ، بعد خروجه وأسرته من الفلك ، إذ يذكر سفر التكوين إن الله بارك نوحا وبنيه بنفس بركة آدم وحواء ، تقريباً ، وقال لهم " كل دابة حية تكون لكم طعاماً  كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع ، غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه " ( تك 9 : 3 ،4)
أما ما قبل فلك نوح ، فلم يكن مصرحاً بغير النبات  وهذا ما يذكر سفر التكوين :
لما خلق الله آدم و حواء ، سمح لهما بأكل الفاكهة والبقول ، أى ثمار الأشجار ، وذلك بقوله " إنى قد أعطيتكم كل بقل يبذر بذراً على وجه كل الأرض ، وكل شجر فيه ثمر شجر يبذر بذراً ، لكم يكون طعاماً "  " ولكل حيوان الأرض ، وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية ، أعطيت كل عشب أخضر طعاماً ، وكان كذلك "  ( تك 1 : 29 ، 3 )
إذن لم يكن الإنسان وحده نباتياً فى الجنة ، وإنما حتى الحيوانات أيضاً بكل أنواعها كانت نباتية : للإنسان الثمار والبقول ، وللحيوان العشب الأخضر  لم يكن هناك إفتراس  لا الإنسان يأكل الحيوان ، ولا الحيوان يأكل الإنسان ، و لا الحيوان يأكل بعضه بعضاً

وبعد السقوط فى الخطية : لما حدث أن الإنسان ، كالحيوان إشتهى أن يأكل ، أعطاه الله الطعام المخصص للحيوان ، عشب الأرض  فقال الرب للإنسان بعد السقوط " تأكل عشب الأرض " ( تك 3 : 18 ) ، و كان العشب مخصصاً للحيوان من قبل ( تك 1 : 3 )
بقى الإنسان بعد السقوط نباتياً ، يأكل ثمار الشجر والبقول والعشب ، بعد طرده من الجنة ، دون أن يأكل اللحوم ، التى لم يصرح له بعدها ، إلاً بعد فلك نوح ( تك 9 : 3 )

ومع ذلك كانت الأعمار طويلة جداً ، فى تلك الفترة من آدم حتى نوح ، كما يشرح الإصحاح الخامس من سفر التكوين :
عاش آدم 93 سنة ( تك 5 : 5 ) ، وعاش نوح 95 سنة ( تك 9 : 29 )  وعاش متوشالح 969 سنة ( تك 5 : 27 ) ، وهو صاحب أطول عمر فى كل أجيال البشرية وكان نباتياً

لماذا إذن صرح الله بأكل اللحوم بعد فلك نوح ؟
 ---------------------------------------------------
يقول الكتاب " قبل الطوفان مباشرة " " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر فى الأرض ، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم ، فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض " ( تك 6 : 5 ، 6 ) وهكذا أغرق الرب العالم بالطوفان  وأبقى الرب بقية من البشرية  وسمح لها بأكل اللحوم ، لأن مستوى البشر لم يكن يحتمل غير هذا  


                              ثانيا : 27 خطية وقعا فيها ؟
                          ++++++++++++++++++
خطايا عديده لابوينا الاولين

كانت طبيعتهما سامية جداً ، ولكنهما كانا يتمتعان فى نفس الوقت بحرية الإرادة ، وبالحرية توجد إمكانية السقوط
العجيب أن كثيراً من الكتاب يتحدثون عن خطية آدم أو حواء ، كما لو كانت خطية واحدة لا غير !! بينما وقع أبوانا فى عديد من الخطايا ، نذكر منها هنا 27 خطية ، بنوع  التحليل ، لكى نتعلم نحن أيضاً التدقيق فى محاسبتنا لأنفسنا  فما هى هذه الخطايا ؟

1- العصيان أو المخالفة.

وهذه هى الخطية الواضحة للكل  إن الله أمر أبانا آدم قائلاً : " من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً  وأما من شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها  أنك يوم تأكل منها موتاً تموت " ( تك 2 : 16 ، 17 ) الوصية واضحة ، وقد سمعها آدم بنفسه من فم الله  وكانت تحفظها حواء ( تك 3 : 2 )  ومع ذلك خالفها آدم وخالفتها حواء
لو لم ينذر الله آدم وحواء من قبل ، لقلنا إنها كانت خطية جهل  ولكن من الواضح أنها خطية معرفة

2- المعاشرت الرديئة.

بدأت سلسلة الخطايا التى وقع فيها آدم وحواء بخطية " المعاشرات الرديئة التى تفسد الأخلاق الجيدة " ( اكو 15 : 33 )  فجلست أمنا حواء مع الحية " وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التى عملها الرب الإله " ( تك 3 : 1 )
وحتى إن كانت أمنا حواء ، بنقاوة قلبها وبساطتها ، لا تدرك ما فى الحية من خبث ، فإنه كان يجب عليها أ، تتنبه ، حينما أخذت الحية تكشف أوراقها ، ويقول كلاماً عكس ما قاله الله نفسه لهما
ولكن أمنا القديسة بدلاً من أن تتنبه ، وقعت فى خطية الإنقياد ، ووقعت أيضاً فى خطية الشك  وقادتها هاتان الخطيتان إلى سقطات أخرى كثيرة

3- خطية الشك.

قالت الحية فى خبث وهى تبذر بذور الشك " أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ؟! "  أحقاً أن الله الرحيم الطيب يمنعكما عن الأكل من كل الشجر ؟ وماذا يضيره لو جعلكما تأكلان ؟ أى شر فى هذا ؟
فلما أجابت المرأة حسناً ، أخذت الحية تتعمق فى إلقاء بذور الشك ، فقالت " كلا ، لن تموتا ، بل الله عالم إنكما يوم تأكلان تتفتح أعينكما ، تكونان مثل الله عارفين الخير والشر "  إذن الله خائف من أن تضيرا مثله ، لذلك يمنعكما  ليس حباً منه لكما ، أو حرصاً عليكما ، إنما خشية من المنافسة
هذا هو الشك الذى ألقته الحية فى نفس حواء :
الشك فى صدق كلام الله ، والشك فى حب الله للبشر ، بل الشك أيضاً فى إنذار الله لهما بالموت  فهما – حسب كلام الحية – لن يموتا ، بل ستتحسن أحوالهما  وإستسلمت حواء إلى هذا الشك ، فسلمها إلى خطيئة أخرى :

4- خطية الآنقياد.

إنقادت – وهى صورة الله ومثاله – إلى الحية ومشورتها  فبدلاً من أن تنتهر الحية على التشكيك فى كلام الله ، أطاعتها ، وبهذا فقدت شخصيتها أمام الحية ، بينما كان الله قد أعطاها سلطاناً على جميع حيوانات الأرض وعلى ما يدب على الأرض ، فكانت الحية بذلك تحت سلطانها ، وكانت تملك أن تخضعها ، حسب قول الرب عن هذه الكائنات وأخضعوها " ( تك 1 : 28 )  فبدلاً من إخضاعها  خضعت لها
ونفس هذا الإنقياد الخاطئ ، الذى وقعت فيها حواء ، حدث بالنسبة إلى أبينا آدم من جهة إمراته حواء ، بينما الرجل رأس المرأة  وكان يجب على آدم أن يقود حواء إلى الخير ، ويرفض أن يأكل الثمرة المحرمة من يدها ، ولكنه إنقاد هو أيضاً وأطاع  ووقع فى نفس ضعف الشخصية الذى وقعت فيه حواء
لذلك فإن الله لم يقبل من حواء عبارة " الحية أغرتنى "  ولم يقبل من آدم عبارة " المرأة أعطتنى "
كان يجب على كل منهما أن يكون قوى الشخصية ، ولا يقبل من غيره أية نصيحة أو أى توجيه ضد وصية الله الواضحة  وكان إنقياد حواء للحية ، يجمل داخله أخرى هى :

5- ضعف الايمان.

إنقياد حواء للحية ، معناه انها قبلت كلامها أكثر من كلام الله ، أو قل إنها صدقت الحية وكذبت الله  الله يقول عن ثمر الشجرة " لا تأكلا منه و لا تمساه ، لئلا تموتا " ( تك 3 : 3 )  والحية تقول " كلا ، لن تموتا "  والمرأة تقبل كلام الحية ، وتميل إليه بقلبها ، تترك كلام الله ، لا تخشاه ، و لا يتعبها إنذاره
إذن فهذا ضعف إيمان بالله وبكلمته وبإنذراه  بل هو عدم إيمان بصدق الله  وضعف الإيمان هذا ، قادها إلى خطية أخرى وهى :

6-الاستهانة وعدم مخافة الرب.

بدأت تستهين بحكم الله وبتهديده وعقوبته ، ولم تخف إطلاقاً من أن تمد يدها وتأخذ ، كما لو كانت عبارة " موتاً تموتاً " لا تهز لها جفناً ، و لا تحرك ضميرها أو قلبها  !
على أن إغراء الحية وحديثها ، قاد المرأة إلى خطية أخرى ، دنست قلبها الطاهر ، وهى خطية الشهوة

7- خطية الشهوة.

نظرت المرأة إلى الشجرة ، فإذا هى " جيدة للأكل ، وبهجة للعيون ، و إذا الشجرة شهية للنظر "  فإشتهتها  كانت شجرة معرفة الخير والشر فى وسط الجنة ، وربما كانت حواء تمر عليها كل يوم وتراها  وكانت نظرتها إليها بسيطة ، لا تحمل شهوة

8- خيطة الكبرياء.

" يوم تأكلان منها تتفتح أعينكما وتصيران مثل الله "  هنا الإغراء الجبار " تصيران مثل الله " أو تصيران إلهين !! إن كان الأمر هكذا ، فلماذا نرضى ونكتفى بالمستوى البشرى ؟ ! ولماذا نأخذ من الله موقف الطاعة ، بدلاً من موقف المساواة ؟! وعصفت شهوة الألوهية بهذه الإنسانة المسكينة فدخلتها الكبرياء
وأستطاعت هذه الكبرياء أن تحطمها ، كما حطمت الشيطان من قبل لأنه أراد أن يقع الإنسان فى نفس السقطة التى وقع فيها  وماذا كانت سقطته ؟ يحكيها سفر أشعياء النبى فيقول :
" كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم ؟ وأنت قلت فى قلبك : أصعد إلى السموات ، أرفع كرسى فوق كواكب الله  أصعد فوق مرتفعات السحاب ، أصير مثل العلى  ولكنك إنحدرت إلى الهاوية ، إلى أسافل الجب " ( أش 14 : 12 – 15 )
إن عبارة " أصير مثل العلى " التى قالها فى قلبه ، هى نفس عبارة " تصبران مثل الله " التى أغرى بها حواء
إن الكبرياء هى التى أسقطت الشيطان ، وهى التى أسقطت الإنسان الأول  وكما قال أحد القديسين : إن حواء إشتهت مجد الألوهية ، ففقدت ما كان لها من مجد البشرية
على أن هذه السقطة ، وهذه الكبرياء ، كانت تحمل فى داخلها شهوة أخرى ، أو خطية أخرى ،
و هى

9- المعرفة المخربة.

" تصيران مثل الله ، عارفين الخير والشر " " تنفتح أعينكما "  لقد قدم الشيطان للإنسان هذا الإغراء ، إغراء المعرفة  إلى متى تظل مقفل العينين لا تعرف ؟ ليتك تأكل لكى تنفتح عيناك المغمضتان ، وتذوق الدنيا وتعرفها
إلى متى يغلق الله عليكما فى هذه البساطة أو السذاجة ، التى يسمونها النقاوة أو البراءة !! فتظلان هكذا لا تدريان و لا تفهمان الجمال الموجود فى الدنيا ، واللذة الموجودة فى الثمرة ؟!
أية معرفة يقصدها الشيطان ؟ لقد وهبهما الله فضل معرفته ، وجعلهما يعرفان الخير والبر ويذوقان ما فى هذه المعرفة من لذة  يجيب الشيطان ‘نهما حرما من معرفة الخير و الشر
وهنا تبدو الخدعة الكبرى التى إنطلق على حواء  فما هى ؟
إنهما يعرفان الخير فقط  والشيطان يريد لهما الآن " معرفة الخير والشر " ، أى أن تضاف إلى معرفتهما النقية ، معرفة الشر !
يا للخدعة الخبيثة ، التى قال عنها الحكيم " الذى يزداد علماً ، يزداد غماً " ( جا 1 : 18 ) ، يقصد المعارف التى تشوه نقاوة الإنسان ، أوتر بك سلامة فكره
وأكل الإنسان من شجرة المعرفة ، فصار جاهلاً  لأنه أخذ معرفة الشر إلى جوار معرفة الخير ، وماذا أصابه أيضاً ؟

10- مشكلة الثنائية وفقدان الثقة.

ومن ذلك اليوم ، والإنسان يعيش معذباً ، يسبح فى بحر العالم ، يحيطه شاطئان :
وللأسف ، فإن معرفة الشر عند كثيرين ، أرتبطت بشهوة الشر ، أو على الأقل أرتبطت بالصراع بين الخير والشر  وعاش الإنسان حياته فى هذا الصراع ، وتشوهت أفكاره بمعرفة الشر ، وجلبت له هذه المعرفة الظنون والأفكار ، ووضعت فى عقله الواعى أو عقله الباطن صوراً متعبة ، تظهر أحياناً كشكوك وظنون ، وأحياناً كإدانة للآخرين ، أو كإشمئزاز من وضع معين ، أو كخوف من سقوط
أو أرتياب فى نقاوة
ولما أكلت حواء من شجرة المعرفة هذه ، بدأت ترى آدم رجلاً يختلف عن أنوثتها  وبدأ آدم يراها أنثى تختلف عن رجولته  وبدأ الجنس بفتح أبوابه
وكان أول باب هو الخجل  وأحس آدم وحواء أنهما عريانان ، فكرا كيف يستران عربهما  وفقد الإثنان بساطتهما الأولى
ما كان أغناهما عن هذا كله ، لو أنهما لم يطلبا هذه المعرفة ، أو على الأقل طلبا المعرفة من الله وحده  ولكنهما وقعا فى الخطية أخرى وهى :

11- طلب المعرفة من غير الله.

كان الله هو المعلم الأول الوحيد للإنسان ، يعطية من المعرفة ما يفيده وما يبقى على نقاوته
ثم بدأ الإنسان يتخذ له مرشداً غير الله ، يشير عليه بما يفعل ، ويعطية معرفة أخرى  وكان هذا المرشد للأسف ، هو الشيطان الذى دخل الحية ، وأرشد الإنسان إلى ما فيه هلاكه
وشهوة المعرفة ، بعيدة عن الله ، ومن غير الله ، ملأت الإنسان بمعارف ضيعته  ومازال الإنسان يسعى إلى المعرفة منذ أكل من شجرة  وفى كل يوم تنفتح عيناه بالأكثر  وتجمع له الحواس أحياناً ما يضره
ويستمر فى ثنائية المعرفة ، التى تشمل الخير والشر ، إلى أن يهب له الله فى الأبدية إكليل البر ، فيتقيأ ما أكله من معرفة الخير والشر ، ويعود لا يعرف غير الخير وحده ، وينسى فى النعيم الأبدى ما كان قد عرفه فى العالم من شر  يمحو الله من ذاكراته ومن علمه ومعرفته كل معرفة الشر فى الإنسان الجديد الذى يقوم من الأموات فى نقاوة لا تعرف شراً
ويصير الجميع متعلمين من الله ( يو 6 : 45 )  ولا يعود الشيطان يعلم ويرشد يلقى أفكاره فى عقول الناس  بل فى الأبدية سنأخذ معرفة بديلة ، هى معرفة الله الذى يكشف لنا ذاته  وكما قال ربنا يسوع المسيح لله الآب " هذه هى الحياة الأبدية ، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحده ، ويسوع المسيح الذى أرسلته " ( يو 17 : 3 )
حينئذ يكون الله هو مصدر معرفتنا ، وقمة معرفتنا ، وتبطل مشورة الشيطان الذى أسقط أمنا حواء فى القديم ، فأكلت وظهرت فى أكلها خطيئة أخرى وهى :

12- حفظ الوصية عقلا لاعملآ.

كانت حواء تحفظ الوصية حفظاً عقلياً ! لذلك عندما سألتها الحية " أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ؟ " وصححت لها حواء منطوق الآية ، وذكرت تفاصيلها ، فقالت للحية " من ثمر شجر الجنة نأكل  وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة ،فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا "  إنه حفظ دقيق لم يكتف بالمنع عن الأكل ، بل عن اللمس أيضاً
والعجيب أنها فى نفس الوقت الذى ذكرت فيه الوصية بهذه الدقة العجيبة ، عادت وكسرت الوصية ، ومدت يدها وقطفت وأكلت ! لقد حفظت الوصية عقلاً لا عملاً
إنها تذكرنى بالشاب الغنى الذى كان يحفظ الوصايا ، وقال عنها للسيد الرب " هذه حفظتها منذ حداثتى "  وفى نفس المناسبة مضى حزيناً ، لأنه كان يعبد إلهاً آخر هو المال ، بينما تقول الوصية الأولى " لا تكن لك آلهة أخرى أمامى " ( خر 2 : 3 )
وفى الأكل من الشجرة ، وقعت حواء ، كما وقع آدم أيضاً فى خطية أخرى وهى :

13- الانحدار الي المستوي الجسداني.

الأكل ، شهوة الأكل ، والنظر إلى الشجرة على أنها " جيدة للأكل "  كلها أمور جسدانية إنحدر إليها آدم وحواء ، بأسباب نفسانية ، سقطا بها عن المستوى الروحى
ولذلك أعتبر البعض أن الوصية الأولى التى أعطيت للإنسان ، كانت وصية صوم ، تشبه صومنا فى هذه الأيام ، نأكل من الكل ماعدا نوع واحد وهو الأطعمة الحيوانية  كذلك أعطى للآدم وحواء أن يأكلا من الكل ماعدا نوع واحد هو ثمر هذه الشجرة
ولكن آدم وحواء كسرا هذا الصوم ، وأكلا من هذا الصنف المحرم  وبالأكل سقطا من المستوى الروحى إلى المستوى الجسدى
وبهذا السقوط ، إستمرت معهما حروب الجسد فيما بعد  حتى أن بعض العقوبات التى فرضها الله عليهما ، كانت تحمل إشارة إلى هذا المستوى الجسدانى الذى هبطا إليه :
قال للمرأة " تكثيرا أكثر أتعاب حبلك  بالوجع تلدين أولاداً "
وقال لآدم " أنك سمعت لقول إمراتك ، وأكلت من الشجرة التى أوصيتك قائلاً لا تأكل منها ، ملعونة الأرض بسببك  لا بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك  بعرق جبينك تأكل خبزاً  وتأكل عشب الأرض " ( تك 3 : 16 –19)

14- عدم القناعة.

الله أعطى أبوينا الأولين أن يأكلا من كل شجر الجنة ، ماعدا واحدة  ولا شك أنه كانت توجد أثمار كثيرة جداً فى الجنة ، بل كان فيها كل نوع ثمر  ولكن هذا كله لم يقتنع به آدم وحواء ولم يكفيهما ، بل أرادا الأكل من هذا النوع الواحد الناقص  وهذا يدل على عدم القناعة
ومازال مرض عدم القناعة موروثاً حتى الآن " العين لا تشبع من النظر ، والأذن لا تمتلئ من السمع " وكل الأنهار تجرى إلى البحر ، والبحر ليس بملآن " ( جا 1 : 7 ، 7 )
على أن حواء فى أكلها من الثمرة المحرمة ، لم تقع فقط فى كل هذه الخطايا ، إنما أضافت إليها خطية أخرى وهى :

15- اعثار لاخرين.

لم يقتصر أمرها على كسر الوصية والأكل من الشجرة ، وإنما يقول الكتاب إنها " أكلت ، وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل " الخطأ ، وقادته إلى كسر الوصية و ، وكانت سبباً فى ضياعه ، ووضعت أول بذرة للعثرة ، وإعثار الأخرين
والعجيب أن البعض يظنون أن خطية آدم وحواء هى مجرد الأكل من الشجرة ! فعلى الرغم من كل الخطايا التى ذكرناها ، توجد خطايا أخرى كثيرة أرتكبها أبوانا بعد الأكل من الشجرة
فما هى هذه الخطايا

16- تغطية الخطية باوارق الثين.

لما أكلا " إنفتحت أعينهما ، وعلما آنها عريانان " ، إذ فقدا نقاوتهما ، فقدا بساطتهما الأولى  فبدلا من معالجة الخطية والتخلص منها ، و الرجوع إلى النقاوة الأولى ، قاما بتغطية الخطية بأوراق التين  وهكذا تغطى آدم وحواء ، ولكن بقى القلب من الداخل غير سليم ، والشعور كما هو
وأصبحت أوراق التين ترمز إلى تغطية الخطية ، دون التخلص منها
لهذا نرى أن الرب لم يوافق على فكرة أوراق التين  " صنع الرب الإله لآدم وإمراته أقمصه من جلد وألبسهما " ( تك 3 : 2 )
ومن أين أتت أقمصة الجلد ؟ لعلها أتت من ذبيحة ، سفك دمها لأخلهما ، وتغطيا بجلدها  وهنا بدأ الرمز العميق :
الخطية تعرى الإنسان وتخجله ، والذبيحة تغطيه وتستره ، بل وتطهره
أنه معنى ربما يكونان قد عرفاه بسيطاً فى بادئ الأمر ، وأتى التعمق فيه على الزمن فيما بعد
بعد الخطية ، شعر آدم وحواء بالعرى ، وبالخزى ، فإستترا بأوراق التين  وماذا بعد ؟ لقد وقعا فى خطية أخرى كبيرة وهى :

17- الهروب من الله.

" سمعا صوت الرب الإله ماشياً فى الجنة ، عند هبوب ريح النهار ، فإختباء آدم وإمراته من وجه الله فى وسط شجر الجنة " ( تك 3 : 8 )
أصبح هناك تباعد بينهما وبين الله  وجدت هوة فاصلة  لم يعودا يفرحان بالوجود فى حضرة الرب  فحالما سمعا صوته مقبلاً ، هربا من وجهة وأختفيا
وصار الهروب من الله خطية موروثة فى نسل آدم وحواء  فما أن يقع الإنسان فى الخطية ، حتى يبدأ فى سلسلة من الهروب : يهرب من الصلاة ، لأنه يخجل من الكلام مع الله وهو فى الخطية ! ويهرب من الكنيسة ، ومن أب الاعتراف ، ومن الإجتماعات الروحية ، ومن الأصدقاء الروحيين ، إلى أن يقطع صلة له بالله !
ولعل الهروب من الله ، بالنسبة إلى آدم وحواء ، قد دفعت إليه خطية أخرى وهى الخوف

18- الخوف.

الخوف إن لم يكن خطية فى حد ذاته ، فعلى الأقل هو إنحدار فى المستوى ، إنحدار من مستوى الحب الإلهى الذى كانا يعيشان فيه  ويقول القديس ويوحنا الرسول " لا خوف فى المحبة ، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج  لأن الخوف له عذاب  وأما من خاف ، فلم يتكمل فى المحبة " ( 1 يو 4 : 18 )
وواضح من إجابة أبينا آدم أنه خائف  ولا نقصد المخافة التى تحمل مهابة الله ، وإنما الخوف بمعناه الحرفى ، الذى يدعو إلى الهرب والإختفاء  وفى هذا يقول للرب " سمعت صوتك فى الجنة فخشيت ، لأنى عريان فإختبأت " ( تك 3 : 1 )
وبالنسبة إلى آدم وحواء ، لا نقول فقط إنهما نزلا من مستوى الحب ، بل عملا أعمالاً ضد محبة الله

19- الخروج من محبة الله.

لا شك أن كسر الوصية كان عملاً ضد محبة الله  لأن الرب يقول " الذى عنده وصاياى ويحفظها فهو الذى يحبنى " ( يو 14 : 21 )  ويقول القديس يوحنا الحبيب " من قال قد عرفته ، وهو لا يحفظ وصاياه ، فهو كاذب وليس الحق فيه  وأما من حفظ كلمته ، فحقاً فى هذا قد تكملت محبة الله " ( 1يو 3 : 4 )  إذن كسر الوصية ضد المحبة
ورغبة آدم وحواء فى أن يصيرا " مثل الله " حسب إغراء الحية ، كان عملاً آخر ضد محبتهما لله
وتصديق كلام الحية ، عكس كلام الله ، كان أيضاً عملاً ضد محبة أبوينا الأولين لله
وفى مناقشتهما مع الله ، كانت الطريقة لا تتفق والمحبة
وهروبهما من وجه الله ، إختفاؤهما ، كان عملاً رابعاً منهما ضد محبة الله
كذلك فى خوف أبوينا وأختبائهما ، وقعا فى خطية أخرى ، وهى عدم السعى للصلح مع الله

20- عدم السعي الي الخلاس.

إنهما إنسانان قد كسرا وصية الله ، وأصبح محكوماً عليهما بالموت  فماذا فعلا للتخلص من حكم الموت هذا ؟ هل سعيا إلى الخلاص ؟ هل بذلا جهدهما لكى بصطلحا مع الله وولكى يعودا إلى علاقة الحب الأولى ؟ كلا
لقد شل الخوف تفكيرهما ، فلم يقوما بأى عمل من أجل نفسيهما الهالكتين ، إنما أسرعا بالإختفاء من وجه الله
وفى الإختفاء من وجه الله فى وسط الشجرة وقعا فى خطية أخرى وهى الجهل بالله وقدرته

21- الجهل بالله وقدرته.

إلى أين يهرب هذان المسكينات من وجه الرب ؟ وأين يختفيان ؟ لقد كان حفيدهما داود أكثر معرفة بالله حينما قال :
" أين أذهب من وجهك ؟ ومن وجهك أين أهرب ؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك  وإن فرشت فى هاوية فها أنت " ( مز 139 : 7 : 8 )  فما معنى الإختبار وسط الشجر إذن ؟!
هل الشجر يخفيهما عن عين الله الفاحصة الخفيات والظاهرات ؟ أم أنهما جهلا قدرة الله على كل شئ
حقاً إن الإنسان لما أكل من شجرة المعرفة صار جاهلاً ، لقد وعده الشيطان وعداً زائفاً لم يبربه
وفى المناقشة بين الله وأبوينا الأولين ، نرى فى أجابتهما عدداً كبيراً من الأخطاء ، منها :

22- عدم ادانة النفس.

إن كان هذا الإنسان قد أكل من شجرة المعرفة ، وعرف الخير والشر ، فعلى الأقل أصبح يعرف أنه قد أخطأ
ولكن كلمة " أخطأت " لم يقلها آدم إطلاقاً ، ولم تقلها حواء
ولم يعترف أحد منهما بهذه الخطايا التى ذكرتاها ، و لا بشئ منها  لم يقم أحد منهما بإدانة نفسه ، ولم تكن لأى منهما حكمة القديس مقاريوس الكبير الذى قال : [ أحكم يا أخى على نفسك ، قبل أن يحكموا عليك ]
وياليتهما لم يدينا نفسيهما وصمتا ، بل أنهما وقعاً فى خطية أصعب ، وهى محاولة تبرير النفس

23- محاولة تبرير النفس.

كل منهما حاول أن يبرر نفسه  حاول أن يوجد لنفسه عذراً يغطى به خطيته ، أو يقلل من الجرم الذى وقع فيه  ولم يقبل الله شيئاً من تبر يراتهما وأعذارهما ، لأن الخطية واضحة
أمام الله يستد كل فم  وإن تكلم الإنسان ، فإنما ليعترف ويدين نفسه ويطلب الرحمة ، وليس غير أما محاولة تبرير النفس ، فهى نوع من المكابرة والكبرياء
وفى تبرير كل من آدم وحواء لنفسه ، وقع خطية أخرى وهى إلقاء التبعة على الآخرين

24- القاء التبعة علي الاخرين.

حواء ، تلقى التبعة على الحية متقول " الحية غرتنى فأكلت "  وآدم يلقى التبعة على حواء " المرأة أعطتنى فأكلت "
ولا يلقى أحد منهما بالتبعة على نفسه
ولم يكن إلقاء التبعة على الآخرين عذراء مقبولاً : فآدم كان يستطيع أن يرفض الأكل ، و لا يسمع لحواء ، بل كان يستطيع أن يوبخها ، بل أكثر من هذا كان يمكنه أن ينصحها ويمنعها قبل الوقوع فى الخطية
أما أن تقدم له من الثمرة فيأكل دون تفكير ، دون إمتناع ، ودون تذكر للوصية دون تذكر للعقوبة ، فهذا أمر لا تقبله أحد
وحواء بالمثل ، كانت تستطيع أن ترفض إغراء الحية  وحينما الق آدم بالتبعة على حواء ، إنما وقع ضمناً فى خطية أخرى ، تخدش المحبة التى بينهما

25- ضد محبة القريب.

كما كسر آدم محبته لله ، كسر أيضاً محبته للقريب  والقريب الوحيد هنا كان حواء  إتهمها أمام الله ، وحملها تبعة سقوطه فى الخطية
وهكذا الق أول بذرة للخلافات الزوجية  ونشكر الله أن حواء لم ترد على آدم ، ولم على أن إتهام آدم لحواء ، كان يحمل خطية أخرى :

26- الاختفاء وراء امراة.

ما كان يليق بأبينا آدم – الرجل الأول فى البشرية أن يختفى وراء إمرأة لكى ينجو ! يقدمها للإتهام ، ويحملها المسئوليه ، لكى يتبرر هو !
الأمر المثالى ، أن يتحمل أخطاءها ، وينسبها لنفسه ، كمسئول ، وينجيها من العقوبة ، ويتصدر الموقف ويتركها تختفى وراءه  ويحمل خطاياها ، كما حمل المسيح خطايا عروسه الكنيسة  لكن آدم فعل العكس لا أريد أن أعلق على الموقف بأكثر من هذا

27- عدم اللياقة في الحديث.

وفى دفاع آدم عن نفسه بالقاء التبعة على المرأة ، فقد اللياقة اللازمة فى التحدث مع الله نفسه !
فلم يكتف بقولة " المرأة أعطتنى فأكلت " وإنما قال لله : " المرأة التى جعلتها معى ، هى أعطتنى "
كأنه بهذا بشرك الله فى المسئولية ، أو يجعل الله صاحب السبب فى سقوطه ، أنه أعطاه المرأة التى أعطته الثمرة ! وكان تعبيراً غير لائق من جهة آداب الحديث مع الله  ولم يرد الله عليه
* * *
من هذه السقطات التى وقع فيها أبوانا الأولان نستنتج :
أن الخطايا لسيت عواقر ، وإنها تلد خطايا أخرى  ويكفى أن يجر الإنسان أول الخيط ، لكى ينساب كله ، ويجد أن خطية تقوده إلى أخرى  إلى غير إنتهاء
كذلك نستنتج أنه يلزمنا التدقيق فى محاسبتنا لأنفسنا وفى إعترافاتنا
فربما نظن أننا إقترفنا شيئاً بسيطاً ، بينما هذا الشئ يحوى العديد من الخطايا ، التى ربما تخفى عن معرقتنا ، ولكننا بقليل من التحليل ندركها
وها قد رأينا كيف سقط أبوانا آدم وحواء ، وكيف بدأ الفساد ينخر فى الطبيعة البشرية على مدى العصور ، حتى أتلفها تماماً
بقى أن نتأمل نتائج السقطة الأولى للبشرية.

                          ثالثاً : نتائج هذه الخطايا وعقوباتها ؟
                     ++++++++++++++++++++++
 1- اللعنة.

اللعنة ام تصب آدم وحواء لسببين :
أولا : لأن الله كان قد باركهما قبلاً ( تك 1 : 8 )
وهبات الله بلا ندامه ( رو 11 : 9 ) ، و لا يرجع فيها مهما حدث  إنها لا تتوقف على أمانتنا ، بقدر ما تتوقف على جوده هو وكرمة

ثانيا : أنه لو لعن آدم وحواء
لكانت اللعنة قد أصابت الجنس البشرى كله ، الموجود فى صلبهما ، كما لعن فيما بعد كنعان فلعن كل نسله ولا يمكن أن يلعن الجنس البشرى كله ، ومنه سيأتى أنبياء وأبرار يباركهم الرب ويكونون بركة  بل من نسل آدم سيأتى السيد المسيح – حسب الجسد – الذى سيسحق رأس الحية ، وبه " تتبارك فيه جميع قبائل الأرض " ( تك 22 : 18 )
ولكن اللعنة أصابت الحية التى أغرت حواء بأكل الثمرة  كذلك أصابت اللعنة الأرض التى تخرج ثمراً للأكل :

1-فقال الله للحية " ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية
على بطنك تسعين ، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك  وأضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها  وهو يسحق رأسك ،
ونلاحظ أن لعنة الحية ، كانت تحمل عقوبة ضمنية للإنسان
أصبحت هناك عداوة بينه وبين الحية ، ولم توجد من قبل أية عداوة بينه وبين أحد من خليقة كلها  كما أن سلطانه على الحيوان قد إهتز ، فصارت الحية تستطيع أن تسحق عقبه ، وتؤذيه ! وهو الذى كان ملكاً مسلطاً على كل أنواع الخليقة  وهكذا ضاع جزء من هيبته ومن سلطته
على أن سلطان الحية قد إهتز عندما أعطانا السيد المسيح سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو  وإنتهى حينما سحق المسيح رأس الحية  وعبارة " وتراباً تأكلين كل أيام حياتك " فيها تعريض بالإنسان الذى قال له الرب فى نفس المناسبة " أنت تراب وإلى التراب تعود " ( تك 4 : 19 )
الإنسان البار ، هو صورة الله ومثاله ، أما الإنسان الخاطئ فهو تراب  وكتراب يصير طعاماً للحية ، أنها تأكل تراباً كل أيام حياتها  هذا هو المعنى الرمزى كما تأمله القديس وأغسطينوس
وفى داخل هذه العقوبة التى أوقعها الله على الحية ، وضمناً على الإنسان ، كان يوجد الوعد بالخلاص
وعد بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية  وهذه كانت أول نبوءة عن مجئ السيد المسيح لخلاصنا
ويظهر لنا هذا الوعد حنو الله على الخطاة ، ويزيده عمقاً أنه وعد بالخلاص ، وعد به الله فيما هو يعاقب ويقتص من الخطية  حقاً إن عدله مملؤ رحمة ، وأنه رحيم فى عدله ، وصفاته لا تنفصل عن بعضها البعض
إن الله لم يلعن الإنسان ، ولكنه لعن الحية التى أغوت الإنسان ، كانت فى لعنتها ، عقوبة ضمنية للإنسان  كذلك لعن الله الأرض التى يعيش عليها الإنسان
وفى اللعنة التى أصابت الأرض ، كانت توجد أيضاً عقوبة ضمنية موقعة على الإنسان نفسه :
كانت لعنة الأرض ضمن العقوبة التى أوقعها الله على الإنسان ، إذ قال له " ملعونة الأرض بسببك  بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك  وشوكاً وحسكاً تنبت لك ، حتى تعود إلى الأرض التى أخذت منها  " ( تك 3 : 17 –19 )
بهذه اللعنة بدأت الأرض تتمرد على الإنسان ، كما أصبحت الحيوانات تتمرد عليه ، ممثله فى الحية ، هكذا فقد الإنسان هيبته ، فيما كانت تعده الحية بالإلوهية !!
أول تمرد للأرض ، يكمن فى عبارة " بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك "  الأرض المباركة ، لا يتعب فيها الإنسان  أما الأرض الملعونة فتتعبه  كان آدم قبل الخطية يعمل فى الجنة ، ولكنه كان عملاً مريحاً ، ولم يذكر الكتاب مطلقاً إنه كان يتعب فى عمله ، أو أنه كان يتعب ليحصل من الأرض على أكله
هذه اللعنة نجدها واضحة فى قول الرب لقايين ، أول إنسان لعنة الله " متى عملت الأرض ، لا تعود تعطيك قوتها " ( تك 4 : 12 )
وتمرد الأرض يظهر ايضاً غى عبارة " شوكاً وحسكاً تنبت لك "  لأول مرة نسمع عن الشوك والحسك ، إذ لم يرد لهما ذكر من قبل فى نباتات الأرض وحينما نظر الله إلى كل ما عمله فإذا هو حسن جداً : إن الأرض العطشانة ، والمحرومة من بركة الله وخيره ، يمكن أن تنتج شوكاً وحسكاً وهى تحرم من بركة الله وخيره ، بسبب خطية الإنسان  لذلك قال له الله " ملعونة الأرض بسببك "
إن الإنسان البار ، به تتبارك الأرض ، والإنسان الخاطئ بسببه تعلن الأرض ، كما ورد فى سفر التثنية ( تث 28)
يقول الرب لمن يحفظ وصاياه " مباركاً تكون فى المدينة ومباركاً تكون فى الحقل  ومباركة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك  " ( تث 28 : 3 ، 4 )  وبعكس ذلك يقول الرب لمن لا يحفظ وصاياه " ملعوناً تكون فى المدينة ، وملعوناً تكون فى الحقل  ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك " ( تث 28 : 16 ، 18 )  لما لعنت الأرض ، قل خيرها ، وأصبحت تنتج شوكاً وحسكاً
وجاء المسيح الذى حمل خطايانا على الصليب ، فحمل أيضاً على جبينه الشوك والحسك اللذين أنتجتهما خطية الإنسان
قلنا إنه كانت من نتائج الخطية اللعنة  وماذا أيضاً ؟

2- الموت.

" يوم تأكل منها موتاً تموت " ( تك 2 : 17 )
كان الموت هو العقوبة الأساسية للخطية
والكل قد خضع له ، مات آدم وحواء ، ومات كل نسلها ، وسيموت النسل الذى يولد فيما بعد  ويظل الموت إلى أن ينتهى هذا العالم
ويقول الكتاب إن " آخر عدو يبطل هو الموت " ( 1كو 15 : 26 )  يحدث هذا فى نهاية العالم ، حينما تتغير طبيعتنا فى القيامة العامة ونلبس الحياة ، أو كما يقول الرسول " هذا المائت يلبس عدم موت " ( 1كو 15 : 53 )  عندئذ فقط نقول له " أين شوكتك يا نوت ؟! "  أما قبل هذه القيامة ، فتظل شوكة الموت فى أجسادنا جميعاً  نتيجة لخطيئة آدم وحواء
ولكن لم يكن ممكناً أن يموت أبوانا فى التو واللحظة
وإلا تكون البشرية كلها قد إنتهت وزالت ، ويكون الشيطان قد أنتصر فى المعركة إنتصاراً ساحقاً ، ولا يكون هناك خلاص ، خلاص الذى أعده الرب لآدم وبنيه
لذلك تأجل هذا الموت إلى حين ، ريثما تلد حواء بنين وتربيهم  لأنه فيما بعد سيأتى من نسل المرأة من يسحق رأس الحية ، ويطلب ويخلص ما قد هلك
ومع تأجيل هذا الموت الجسدى ، كانت هناك أنواع أخرى من الموت ، تم بعضها فى التو واللحظة
هناك الموت الروحى ، وكما قال القديس أوغسطينوس [موت الجسد هو إنفصال الروح عن الجسد  أما موت الروح ، يفهو إنفصال الروح عن الله ]
ولهذا أعتبر الكتاب أن الخطية موت ، فقال الآب عن إبنه الضال " إبنى كان ميتاً فعاش " ( لو 15 : 24 )  وقال الرب لملاك كنيسة ساردس " إن لك إسماً إنك حى ، وأنت ميت " ( رؤ3 : 1 )  فالخطية موت روحى ، لأنها تفصل الإنسان عن الله ، لأنه لا شركة للظلمة مع النور
وآدم وحواء قد ماتا هذا الموت الروحى يوم أكلا من الشجرة ، وماتا أيضاً موتاً آخر أدبياً :
فى هذا الموت الأدبى ، ضاعت كرامة هذا الإنسان الأول ، وفقد الحالة الفائقة للطبيعة التى خلق عليها كما سنشرح فى النقاط المقبلة  وأكبر تعبير على هذا الموت الأدبى ، أن الله طرده من الجنة  وعبارة " طرد" تعنى كثيراً من جهة الموتين الأدبى والروحى  على أنه من جهة هذين الموتين ، ظل الله يعمل عملية إقامة من الأموات بالنسبة إلى آدم وبنيه ، لكى يرجعهم إلى رتبهم الأولى ، ولكى تتم مصالحة بينهم وبين الله  ولكن الأمر كان يتوقف على مدى الإستجابة الفردية لعمل النعمة فى كل إنسان على حدة
بقى الموت الأبدى ، وهو أخطر ما حكم الموت : وهو الذى خلصنا منه المسيح بالفداء ، حين
مات عنا
ولكن آدم وحواء وبنيهما جميعاً ، ظلوا تحت حكم الموت فى كل الععصور السابقة للفداء  وكان كل الذين يموتون ، يذهبون إلى الجحيم  والمؤمنون منهم ، الراقدون على الرجاء ، يرتلون مع داود " أنك لا تترك نفسى فى الجحيم ، ولا تدع قدوسك يرى فساداً " ( مز 15 : 1 )
ولأن الخطية حرمت الإنسان من الحياة ، وأوقعته فى الموت ، لذلك رأينا أمراً خطيراً قد صدر من الله " وأقام شرقى جنة عدن الكاروبيم ، ولهيب سيف متقلب حراسة طريق شجرة الحياة " ( تك 3 : 24 )

3- فقدان الصورة الالية.

فى حالة البر الأولى ، كان آدم على صورة الله ، ومثاله ، كما قال الله " نخلق إنساننا كشبهنا "  أما فى حالة السقوط ، فقد فقد الإنسان هذه الصورة الإلهية
وفساد الطبيعة البشرية ، الذى سنتحدث عنه فى النقاط التالية ، لم يعد يتفق مع الصورة الإلهية التى كانت له يوم خلق
ولهذا نجد الله يخاطبه آخرى تتفق وصورته فى الخطية ، فيقول له " لأنك تراب ، وإلى التراب تعود " كان صورة الله ، فأصبح تراباً  ننتقل إذن إلى النقطة الرابعة من نتائج الخطية ، وهى :

4- فساد الطبيعة البشرية.

فقدت الطبيعة البشرية نقاوتها الأولى ، وبساطتها الأولى ، وعرفت الخطيئة ، وأختبرتها ، ودخلت فى ثنائية معرفة الخير والشر ، وفى الصراع بين الجسد والروح ، وهبطت إلى المستوى الجسدى أحياناً كثيرة  اصبح من السهل أن نخطئ
وقد رأينا فيما بعد ، كيف إنهارت هذه الطبيعة البشرية ، وإنحدرت إلى مستويات مؤسفة ، وتوارثت ألوانا من الفساد ، إلى أن وصلت إلى محبة الخطية ، وإلى العبودية لها ، وإلى إنكار الله ، الجهل به
وفقد آدم وحواء هيبتهما ، سلطتهما على الطبيعة ، وعلى الحيوان ، فتمردت عليهما الأرض ، وصارت تنبت لهما شوكاً وحسكاً ، وتمرد عليهما الحيوان ، وقامت عداوة معه
وظهر فساد الطبيعة البشرية أيضاً فى إنحلالها ، فى تعب الجسد وتعب النفس ، وستبقى فى هذا الفساد إلى يوم القيامة حين " يلبس الفاسد عدم فساد " ( 1كو 15 : 54 )

5- تعب النفس.

لأول مرة نسمع عن أمراض النفس : نسمع فى قصة آدم وحواء عن الشهوة ، وعن الخوف ، وعن الخجل " أى الخزى " ، ثم عن معرفة آدم لحواء  وعن سائر تعب الروح الذى ذكرناه فى تحليل خطاياهما
وكل هذه كانت بداية ، إلى أن نسمع فى قصة قايين ، فى حياة أبوية آدم وحواء ، عن الحسد والغضب والقتل ، وعن القلق والرعب وفقدان السلام الداخلى ( تك4 )
وبدا أن أمراض النفس والروح قد أخذت تزداد ، كمظهر من مظاهر فساد الطبيعة البشرية

6- تعب الجسد.

أصبح آدم يأكل خبزه بعرق جبينه  يعمل فى الأرض وبالتعب يأكل منها كل أيامه
وأصبحت حواء بالوجع تلد أولاداً ، كما قال لها الرب " تكثيرا أكثر أتعاب حبلك " ( تك 3 : 16 )
وثمة تعب آخر ، هو شهوات الجسد وغرائزه ، إشتياقائه  وقبل الخطيئة ، لم يكن هناك تعب ، و لا وجع  وما هذا كله إلا مظهر آخر لفساد الطبيعة البشرية
وبدا أن الحية لم تصدق فى خداعها  فبدلاً من إرتقاء الإنسان ليصير مثل الله  وإنحدر إلى أسفل
وكان إنحدار آدم وحواء ، هو " مبتدأ الأوجاع "
ولم يعد هناك من حل ، سوى إنتظار الخلاص الذى يأتى به المسيح ، حيث ينضح علينا بزوفاه فنظهر ويغسلنا أكثر من الثلج ، ويمنحنا بهجة خلاصه ( مز 5 )  

 هل كان الموت عقوبة إلهية، أم مجرد نتيجة طبيعية لخطية آدم وحواء؟
++++++++++++++++++++++++++++++++++
و تلقائية مترتبة على مخالفة أبوينا الأولين للوصية وأكلهما من الشجرة المحرَّمة؟
يردد البعض أحيانا مقولة إن الموت في قصة أبوينا الأولين لم يكن عقوبة، بل كان نتيجة طبيعية وتلقائية للأكل من ثمرة شجرة معينة ذات خصائص معينة!!. ويذهبون في ذلك إلى تشبيهات غريبة، فيقولون تارة إنه كمثل أب يحذر ابنه من لمس سلك عارٍ يسري به تيار الكهرباء حتى لا يصعقه التيار الكهربائي، وتارة أخرى مثل أب يحذر ابنه من الاقتراب من لهب النار لئلا تحرقه.. والحقيقة هي أن ذلك التعليم الغريب يتنافى مع المنطق، ويتنافى مع نصوص الكتاب المقدس، ويتنافى مع تسليم الآباء، والأخطر من ذلك، مما قد لا يعلمه مرددو هذا الكلام بحسن نية، أن مخترعي هذا التعليم يتخذونه مدخلا لهدم العقيدة الأساسية للمسيحية ’عقيدة الفداء‘ وإفراغها من مضمونها، فيصلون ببدعتهم أو بهرطقتهم إلى استنتاج أغرب وهو أن ذبيحة المسيح على الصليب لم تكن استيفاء لعقوبة ما، طالما لا توجد عقوبة أصلا من وجهة نظرهم!!..

فبأي منطق عقلي يمكن أن نقارن الله الكلي الحكمة والحاضر في كل مكان وزمان، بأبٍ من البشر لا يتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية ابنه من الموت صعقا بالكهرباء مكتفيا بالتحذير ووصف خصائص الكهرباء ’المميتة‘، ليصعق التيار ذلك الابن في غفلة من أبيه أو بينما الأب يراقب ذلك دون أن يحرك ساكنا، وكأن لسان حاله يقول لذلك الابن التعيس: ها أنت قد حصلت على الموت الذي حدثتك عنه!!؟! وبأي منطق نفهم الإجراءات التالية التي أوقعها الله على آدم وحواء بعد السقوط، من ’طرد‘ من الجنة، إلى شقاء في أكل لقمة العيش، إلى تعب في ولادة البنين، مادام مبدأ العقوبة ليس واردا، حسبما

يقول أصحاب هذه البدعة؟!
(أولا): الموت عقوبة:
عندما قال الله لأبينا آدم: ”وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ“ (تكوين 2: 17)، لم يكن ذلك مجرد تحذير من الوقوع في الخطية بمخالفة الوصية، بل كان أيضا توضيحا للعقوبة المقررة في حالة كسر الوصية؛ القانون جنبا إلى جنب مع عقوبة كسر القانون.. كان ’الموت‘ هو ’العقوبة‘ لسقطة البشرية الأولى، وقد خضع الكل له.. مات آدم وحواء، ومات نسلهما، وسيموت نسل الذي يولد فيما بعد، ويظل الموت إلى أن ينتهي هذا العالم!.. ويقول الكتاب: ”آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ“، ويحدث هذا في نهاية العالم حينما تتغير طبيعتنا في القيامة العامة ونلبس الحياة، أو كما يقول الرسول: ”هَذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ“، وعندئذ فقط نقول: ”أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟!“ (كورنثوس الأولى 15: 26، 53، 55).. أما قبل هذه القيامة فتظل شوكة الموت في أجسادنا جميعا.
لم يسمح الله أن يموت أبوانا في التو واللحظة.. وإلا تكون البشرية كلها قد انتهت وزالت، ويكون الشيطان قد انتصر في المعركة انتصارا ساحقا، ولا يكون هناك خلاص.. الخلاص الذي أعده الرب الحنَّان لآدم وبنيه، وأعطى وعدا به حتى مع العقاب!.. لذلك تأجل ذلك الموت إلى حين، ريثما تلد حواء بنين وتربيهم، لأنه فيما بعد سيأتي ’نسل المرأة‘ الذي يسحق رأس الحية (تكوين 3: 15).. ومع تأجيل عقوبة الموت الجسدي هذه، كانت هناك أنواع أخرى من الموت، تم بعضها في التو واللحظة؛ فكان هناك الموت الروحي، إذ أن الخطية تفصل الإنسان عن الله، لأنه لا شركة للظلمة مع النور، وقد مات آدم وحواء هذا الموت الروحي يوم أكلا من الشجرة! (انظر: أفسس 2: 1 ، 5: 14 ؛ تيموثاوس الأولى 5: 6 ؛ رؤيا 3: 1).. وكان هناك أيضا الموت الأدبي، إذ ضاعت كرامة الإنسان الأول، وفقد الحالة الفائقة للطبيعة التي خُلق عليها، وأبلغ تعبير على ذلك، أن الله ’طرده من الجنة‘ (تكوين 3: 24)، وكلمة ’طرد‘ تعني الكثير من جهة الموتين الأدبي والروحي (وإن كان الله قد ظل يعمل عملية إقامة الأموات بالنسبة إلى آدم وبنيه، لكي يرجعهم إلى رتبتهم الأولى ولكي تتم مصالحة بينهم وبينه، إلا أن الأمر كان يتوقف على مدى الاستجابة الفردية لعمل النعمة في كل إنسان على حدة).

إلاَّ أن أخطر ما في ’حكم الموت‘ أو ’عقوبة الموت‘ كان الموت الأبدي.. وهو الذي خلصنا منه المسيح بالفداء، حين مات على الصليب عنا.. (ظل آدم وحواء وبنوهما جميعا، تحت حكم هذا الموت في كل العصور السابقة للفداء؛ فكان كل الذين يموتون، يذهبون إلى الهاوية أو الجحيم، وكان المؤمنون منهم الراقدون على رجاء يرددون مع داود النبي: ”لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَاداً“ مزمور 15: 10).

لقد وقع الإنسان تحت حكم الموت بكسره الوصية.. ولم تكن عقوبة الموت هي كل شيء، فقد كان للخطية نتائج أخرى.. حرمت الخطية الإنسان من الحياة، فرأينا ذلك الأمر الخطير الذي صدر من الله: ”فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ“ (تكوين 3: 24).. فقد الإنسان الصورة الإلهية التي كان عليها في حالة البِرّ الأولى قبل السقوط في الخطية حين قال الله: ”نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا“.. فسدت الطبيعة البشرية بفقدانها نقاوتها الأولى فأصبح من السهل أن تخطئ.. ونتائج مؤلمة أخرى، فقد صرنا نسمع لأول مرة عن أمراض النفس من شهوة وخوف وخجل، كما حدث مع آدم وحواء، وحسد وغضب وقلق وفقدان السلام الداخلي مثلما نسمع في قصة قايين.. وتعب الجسد أيضا؛ فقد أصبح آدم يأكل خبزه بعرق جبينه، وأصبحت حواء بالوجع تلد أولادا..

(ثانيا): لماذا الوصية ولماذا العقوبة ولماذا الموت؟
كانت الوصية، ولا زالت، تكريما لشأن الإنسان، إذ تعلن حرية إرادته؛ فقد أراد الله أن يتعامل معه على مستوى فائق، فأعطاه الوصية لتكون طاعته لله ليست طاعة غريزية آلية تحكمها قوانين الطبيعة كسائر المخلوقات، وإنما تقوم هذه الطاعة على إنسانيته المقدسة وحبه الحق الخارج من أعماقه بكمال حريته، فالوصية ليست حرمانا للإنسان ولا كبتا له، وإنما هي طريق للتمتع بقدسية الإرادة الحرة.. وربما يتساءل البعض: ’ألم يكن الله عالما بأن الإنسان سيخالف الوصية، فلماذا أوجد أمامه هذا الشرك أصلا؟‘، والجواب أن الله يعلم بكل شيء، لكن علمه السابق لا يتناقض مع حكمته ومع مقاصده، ولا يعطل حرية الإنسان واختياره..
وربما أيضا يظن البعض أن جزاء العصيان ’موتا تموت‘ عقوبة صعبة للغاية ولا تتناسب مع الوصية بعدم الأكل من ثمرة شجرة معينة.. لكننا في ذلك يجب أن نلاحظ الآتي:
العقوبة ليست بسبب نوع الوصية، إنما هي بسبب الفكر الداخلي الذي قابل محبة الله الفائقة ورعايته للإنسان بالجحود!

بشاعة العقوبة تتناسب مع عطية الحرية الإنسانية وتقدير الله للإنسان..
بشاعة العقوبة تبرز قوة الخلاص الذي يقدمه الله للإنسان ببذل الابن الوحيد الجنس..
سقطت العقوبة بثقلها على الأرض وعلى الحيَّة، إلا أن الله لم يلعن آدمَ ولا حواء، فلعن الحية بسبب مخادعتها للإنسان، ولعن الأرض بسبب الساكن فيها.. لقد أبرز الله في محبته هنا أيضا مرارة الخطية لكنه لم يلعن الإنسان، بل أعطاه وعدا بالخلاص عندما خاطب الحية الملعونة قائلا: ”.. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ“ (تكوين 3: 15).. فنحن هنا إزاء عظمة محبة الله ورحمته جنبا إلى جنب مع عدله وقداسته!

(ثالثا): ماذا يقول الكتاب المقدس؟:
لقد تكررت عبارة ’موتا تموت‘ في مواقف كثيرة أخرى بأسفار الكتاب، وكلها تحمل معنى العقوبة أو التهديد بالعقوبة، ولا يمكن أن يُفهم من أي منها أن الموت كان نتيجة تلقائية على طريقة سلك الكهرباء العريان! انظر: (تكوين 20: 7 ، 26: 11)، (صموئيل الأول 14: 39، 44 ؛ 22: 16)، (ملوك الأول 2: 37، 42، 46)، (ملوك الثاني 1: 16، 17)، (إرميا 26: 8)، (حزقيال 18: 13)..

(رابعا): وماذا استلمنا من الآباء؟
إلى الذين ينكرون مبدأ العقوبة استنادا لأقوال الآباء، هذه عينة من بعض أقوال القديس أثناسيوس الرسولي:
’.. استحقوا الموت الذي سبق تهديدهم به، ومن ذلك الحين لم يبقوا بعد في الصورة التي خُلقوا عليها، بل فسدوا حسبما أرادوا لأنفسهم‘
’كان أمرا مرعبا لو أن الله بعدما تكلم يصير كاذبا، إن كان بعد أن أصدر حكمه على الإنسان بأن يموت موتا إن تعدى الوصية، لا يموت، بل تبطل كلمة الله.. ولو كان الإنسان لم يمت بعد أن قال الله إننا نموت، لأصبح الله غير صادق‘.

’مطالب الله العادلة.. يجب أن يكون الله أمينا وصادقا من جهة حكم الموت الذي وضعه، لأنه كم يكون شنيعا جدا لو كان الله أبو الحق يظهر كاذبا من أجلنا ومن أجل نجاتنا؟.. التوبة لا تستطيع أن توفي مطلب الله العادل.. كان أمام كلمة الله أن يوفي مطلب الآب العادل المطالب به الجميع، فكان هو وحده الذي يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شيء، وأن يتحمل الآلام عوضا عن الجميع..‘
’أخذ جسدا من جنسنا.. وجعله جسده بالذات.. وإذ كان الجميع تحت قصاص فساد الموت، فقد بذل جسده للموت عوضا عن الجميع‘

مستحيل أن يتحمل الكلمة الموت لأنه غير مائت ولأنه ابن الآب، لهذا أخذ لنفسه جسدا قابلا للموت، حتى باتحاده بالكلمة الذي هو فوق الكل يكون جديرا أن يموت نيابة عن الكل.. وإذ قدَّم للموت ذلك الجسد الذي أخذه لنفسه كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة، فقد رفع حكم الموت فورا عن جميع من ناب عنهم، إذ قدَّم عوضا عنهم جسدا مماثلا لأجسادهم‘
’ولأن كلمة الله متعال فوق الكل، فقد لاق به بطبيعة الحال أن يوفي الدَّيْن بموته‘

سؤال: هل خطية أدم كانت جنسية؟
++++++++++++++++++++
يقول القديس بولس فى رومية 4:12
 
كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع.
والسؤال هو: هل خطية أدم كانت جنسية… وهل لو لم يخطئ أدم وحواء ما كان لهم أولاد..؟ كما يظن البعض.
ج: خطية أدم وحواء محددة بأن لا يأكلوا من الشجرة.. فلما أكلوا تعروا من المحبة الإلهية وكان لهما أن يحصدا ثمن المخالفة… علما بأن الوصية اكثروا واثمروا واملأوا الأرض كانت لهما قبل السقوط- تك28:1.
ومن قال أن أدم حينما عرف حواء أنه ارتكب خطية- فالخطيةأن يكون هناك أكثر من أدم أو أكثر من حواء… أما سر الزواج فهو مقدس من الله- ولو لم يكن هناك هذه العلاقة فكيف كان لآدم وحواء أن تستمر الحياة قرابة 5000 سنة قبل الميلاد وإلى يوم الدينونة… بدون زواج.. والذى يؤكد هذا أن الكتاب يقول عن أخنوخ أنه عاش 65 سنة وأنجب  أولادتك22:5- وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه- فلو لم يخطئ أدم بإرادته كان الكتاب سيقول وعاش أدم مع الله وظل فى الجنة إلى أن أخذخ الله- إلى حيث أخنوخ وإيليا… يتمتعون بالحياة مع الله فوق الزمان والمكان الأرض.
عزيزى على جبل التجلى تجلى الرب وتراءى مع إيليا وموسى- إيليا النارى وموسى الحليم- إيليا البتول وموسى المتزوج- إيليا الحى وموسى الذى مات ولم نعلم أين قبره لليوم- وكانو يتحدثون فى الأمور المختصة بملكوت الله.
عزيزى الذين يعيشون مع الله لايموتون بل يتغيرون كالبخار الذى يتحول إلى ماء ثم يتبخر مرة أخرى- ولذلك ليس موت لعبيدك يارب بل هو انتقال. ألم يقل الكتاب المقدس عن يوحنا المعمدان أنه أتى بروح إيليا.
عزيزى عند الله سيستوى المتزوج مع البتول- فكلاهما اختار الطريق الذى يؤدى به إلى ملكوت الله- سيستوى الرجال مع النساء لأن لكل منهما رسالة فى تحقيق أن تستمر الحياة ويتعمر الكون إنما المعيار أن نجما يمتاز عن نجم فى السماويات بحسب تعبه… وعمله ومحبته التى انعكست فى حياته إلى الثمار فى الوزنات المتاحة لكل إنسان- وإذ يرى الناس أعمالكم الحسنة يمجدون أباكم الذى فى السموات.
فليس هناك فى السماء ذكر وأنثى بل سيكونون كملائكة لا يزوجون ولا يتزوجون… سيكونون كالنجوم… وهل فى النجوم ذكر وأنثى ولكن هناك نجم يمتاز عن نجم فى السمائيات حسب عمل كل واحد…
فالجنس والزواج من لزوم الأرض والأرضيات كذلك الأجساد الأرضية… لذلك فهذه الأمور معدة للتحول إذ يعود الجسد إلى التراب الذى أخذ منه.. أما الروح التى تسكن هذا الجسد فستعود إلى الله هيكلا مجملا بالثمرات التى حصلت عليها خلال تجوالها بالأرض… ستعود بالخيرات التى اكتسبتها خلال تجارتها بأرض الغربة والشقاء فالتبن (الجسد) للتراب، أما الحنطة (الروح) فللخلود وتبرير الحياة.
“نحن نحيا بركات القيامة، فإن يجد الله لنا هو أنه كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس بالدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة” رومية(18:4)

جائنى سؤالين عن قصة آدم وحواء
++++++++++++++++++++
مساء الخير..
اشتريت الكتاب المقدس وبدأت أقرأ فيه، بدأت من البداية من العهد القديم، من قصة آدم في سفر التكوين وبالتحديد سقوط آدم..
لاقصة تذكر ان حواء (رمز المرأة) هي التي أكلت من الشجرة المحرمة عنهما وذلك بدفع من حية، ثم أعطتها لآمد ليأكل منها (أظن دون علمه ما هي)..
سؤالي هنا: هل ترى المسيحية ان المرأة هي أساس الغواية والشر في الارض.. حسب علمي المسيح نزل وفدى نفسه ليكفر هذه الخطيئة وخطايا المؤمنين به فيما بعد..
هذت يجعل المرأة أساس الشر، أليس كذلك؟ هل هذا ما ترونه أم ان عمل حواء كان شيئا يخصها هي ولا يعمم على باقي نساء العالم؟
معلش يمكن سؤالي يكون مالوش معنى بس أنا feminist يعني بهمني كتير مواضيع حقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والحريات..

سؤالي الثاني وفي نفس الجزء: هل خطيئة حواء الاولى هذه كانت هي السبب فيما تعانيه النساء اليوم والى يوم القيامة من آلام الولادة والحمل؟؟ اذا كان كذلك فما دخلنا نحن بهذا هذه الايام؟
مرة تانية يمكن أسئلتي غريبة بس معلش استحملوني :-)

رد: سؤالين عن قصة آدم وحواء ادم كان يعلم ما قدمته حواء
+++++++++++++++++++++++++++++++
فحين سئل من الله ... لم ينكر خطأه ... بل ارجع السبب الي حواء .... و لم يقل مثلا ... لم اكن اعرف ان هذه هي الشجرة الممنوعة ...
و نري من القصة ان عدو الخير .. الشيطان . هو اصل كل شر و غواية علي الارض ....
و ليست المرأة ....
خطأ امنا حواء كان في الاستماع و المناقشة لفكر الغواية من الشيطان .... و تكذيب كلام و وعود الله ...
و خطأ ادم كان استماعه لدعوة امرأته دون ان يقيّمها في ضوء وصية الله ....
كما ان اهم رد علي تساؤلك بخصوص المرأة .... موجود في القصة ذاتها ... و هو ....
وعد الله بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية ....
لقد كرم الله البشر جميعا و المرأة خصوصا في شخص سيدتنا و ملكتنا كلنا ... السيدة العذراء مريم ... كلية الطهر ... دائمة البتولية .... حينما اخذ رب المجد جسده البشري منها ....
و قالت السيدة العذراء حينما بشرها الملاك بولادة السيد منها :
" هوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني "
اما عن سؤالك الثاني ...
فعقوبة الخطية علي الارض .... هي تغير الطبيعة البشرية عن المجد و الكرامة التي خلقها عليها الله ...
و طبيعي ان نرث هذا التغيير في الطبيعة ... فنحن نسل ادم و حواء ....

 يسمعو كلام الله واكلو من هذة الشجرة
ومن المنطقى انهم لم يسمعو الكلام بالتالى يجب معاقبتهم وهذا ما حدث
النقطة التى لا استطيع فهمها
آدم وحواء لم يسمعو الكلام ويجب عليهم العقاب , لماذا كل البشر يتحملون نفس عقاب آدم وحواء ؟
هل الخطـأ الذى وقعو فية هو جين وراثى ينتقل الى كل الكائنات البشرية حتى نهاية العالم ؟
الاجيال التالية لآدم وحواء هم عجينة جديدة يمكن تربيتها على اخلاق معينة على ان يسمعو الكلام لماذا بمجرد ولادتهم يصبحو مذنبين بخطية آدم وحواء ؟؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق